أصبح من المألوف أن نتعايش مع نوعية جديدة من النجوم التي تتم صناعتها في سبعة أيام بدون معلم ويدخلون المجال الفني عرضا وهم في الحقيقة يقفزون عليه بنوع من إستسهال الصعب وذلك بعد أن عادوا إلى أرض الوطن يجرون أذيال الفشل بعدما خسروا رهان التفوق في برامج المسابقات الغنائية التي تعتمد كاستينغ الجمال في إختيارها للمتبارين.
فإذا كان للظاهرة مقاربة تأملية قابلة للقياس فلن نجد أبلغ من نموذج إبتسام تسكت التي تحبو في طريق الفن الشائك لكي تحقق شهرة بلا ضفاف، ولعل إبتسام إستوعبت وهي تصدح بما يشبه الغناء في إحدى برامج المسابقات الغنائية أن التفاهات هي الطريق الأسهل من أجل التحليق في أجواء الشهرة دون مجهود يذكر خاصة أنّ الفيسبوك يمنح أشباه الفنانين الذين يهيمون بجمال أخاذ شهرة الشيخ والمريد، وهو ما يؤصل لتفاهات لغوية للتسويق والإستهلاك نظير الجيش الفيسبوكي الدي فرخ لنا جيشا تسكتيا قوي الشكيمة يبلي البلاء الحسن في هذا العالم الأزرق لصالح البلاد والعباد.
إبتسام التي تعرف طريق " البوز" جيدا تفضل الإعلام المهادن، فهي لا تكلّ من تمرير ما يحيي توهّجها عبر المنابر الإعلامية التي تفتح لها دراعيها للتصريح بسخافات خارج النص، فتارة تلبس جلبابا أكبر من مقاسها لتزكي صوتها كأجود من صوت المتألقة سلمى رشيد الطّربي الذي يشعّ رقة وأصالة ويصدح بإحساس مرهف وتجسيد راق لمعاني الموسيقى الخالدة، وتارة أخرى تهاجم الموسيقار حسن الشافعي متناسية بذلك القاعدة القفهية التي تقول أن لا إجتهاد مع وجود النصّ ما دام نصّ إبتسام نشاز ومبتذل.
قد يعتقد البعض أنما هذا القول هو نوستالجيا ولكن ركون بعض من يعتقدون أنفسهم حاليا مطربون لا يقتاتون إلا على تلك الأعمال وهو ما يؤكد صوابية الطرح .من هنا يصبح مشروعا أن نتسائل كيف أخذ هؤلاء في معظمهم لقب فنان مع انتفاء الطابع الفني على مايقوم به ويملؤون به آذاننا من الصخب والضجيج.
صحيح أنّ المجتمعات المريضة تفرز أيضا أبطالها وأساطيرها ولو كانوا من ورق وغير قادرين على الصمود أمام نار الحقيقة، غير أنّ باب التقييم يبقى مفتوحا ولو كان جلدا للذات لأنّ فننا هو مرآتنا ولن نقبل منه ولو رمزيا أن يصدّر مشوّها آفل نجمه.
تعليقات
إرسال تعليق