التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الكبت النفسي

يمر الإنسان خلال حياته اليومية في مواقف وظروف خارجه عن ما يريده يصحب ذلك قلقاً وأزمة نفسية مؤثرة وهذا نتيجة الفشل أو عدم الرضا عن المواقف الحياتية التي يعيشها الإنسان ،ونتيجة لتلك الظروف والأزمة النفسية والصدمة يحدث الكبت
 إن دوافع السلوك لدى الفرد قد تعمل على مستوى شعوري، أي يشعر الفرد ويكون على وعي بدوافع سلوكه، وقد تعمل هذه الدوافع على مستوى لا شعوري ، أي أن يسلك الفرد دون أن يكون واعيا أو شاعراً بهذه الدوافع.
والكبت عملية عقلية لا شعوري أو حيلة دفاعية لاشعورية يلجأ إليها الفرد لكي يستبعد أفكاراً غير مقبولة أو خبرات مؤلمة وإجبارها على البقاء في اللاشعور أو العقل الباطن لكي يتمكن من نسيانها أو إنكار وجودها.
ويرى عالم النفس الشهير ومؤسس التحليل النفسي "سيجموند فرويد " إن عملية نسيان الأسماء ونسيان الأفراد والأماكن ( كنسيان اسم أحد الأبناء أو الأصدقاء) يعزى هذا كله الى الكبت ويعتقد (فرويد) أيضا أن الناس تكبت الأحلام لأنها تمثل رغبات لاشعورية مثيرة للقلق وإزاء ذلك يمكننا تعريف الكبت بأنها عملية عقلية لاشعورية يلجأ اليها الفرد للتخلص من شعور القلق والضيق الذي يعاني منه بسبب الصراعات التي تنشأ لديه من خلال عوامل متضاربة مثل القيم والأهداف في نفسه , وبهذه الطريقة يستطيع اي منا حينما يتعرض للضغوط المتزايدة او الأزمات الشديدة او الصراع النفسي الداخلي ان يبعدها عن إدراكه الشعوري لاسيما ان رغباته ودوافعه وحاجاته تتعارض مع القيم السائدة في المجتمع
.وبالتالي يجب علينا تجنب هذه الانفعالات واستبعاد المشاعر والأفكار أو الصدمات الانفعالية، أو الحوادث المؤلمة ،استبعادها من حيز الشعور إلى حيز اللاشعور.....وكبت الدوافع يعني إنكار هذه الدوافع والإنكار يعني تجنب الواقع
 ومن وظائف الكبت: هو وسيلة دفاعية وقائية ، لأنه يقي الفرد مما تعافه نفسه، وما يسبب له الضيق وما يتنافى مع مثله العليا الاجتماعية والخلقية والجمالية، وما يمس احترامه لنفسه، كما أنه يمنع الدوافع الثائرة المحظورة من أن تفلت زمام الفرد،فتعرضه لما لا يحب ولا يرضى، والشعور المصاحب للكبت هو الشعور بالذنب رغم هذا فإن للكبت مضار أقلها أنه خداع للذات وظائف عملية الكبت في الحياة النفسية :

ولعملية الكبت وظيفتين أساسيتين في الحياة النفسية وظيفة وقائية :
وهي تقي الفرد مما يؤذيه أو يؤلمه ، وظيفة دفاعية :وهي تمنع الدوافع الجنسية أو العدوانية من أن تفلت من زمام الفرد ، وأن تتحقق بالفعل بصورة ظاهرة ومباشرة ، فتكون خطرا على الفرد نفسه ،أي ما هي إلا استبعاد لكل ما من شأنه إيلام الأنا ، وخاصة استبعاد الغرائز والدفعات الجنسية والعدوانية ، والتي دوما تحاول التعبير عن نفسها ، مما يجعلها تصطدم بقيم المجتمع ، والقوة التي تمنعها من التعبير عن نفسها هي عملية الكبت
 وفي الختام يتضح أن الكبت له فوائد انه ينقل هذا الصدمات والمواقف بمستوى
 اللا شعور وتفريغه عن طريق الاحلام وغيرها ومن أضراره أن زيادة هذا الكبت يتصل بالعقدة النفسية التي تتكون من مجموع هذه الأحداث المشحونة بالخوف والإشمئزاز والقلق ...الخ، وبالتالي علينا أن نستخدم الكبت كحيله دفاعية لتجنب هده المواقف الصعبة التي نعيشها اليوم وخصوصا أننا نمر بواقع مؤلم وفراغ فرضه علينا القريب والبعيد،أي علاج الكبت بالنسيان وتجنب تذكر تلك المواقف، وأتوقع أن غزة قد وقعت في وحل الكبت الضار ومن الممكن أن يتصل بعاقبة الكبت وهي العقدة النفسية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اغنية الدون بيغ تعرضت للحظر 3 مرات

بعد الضجة الواسعة التي رافقت صدور أعنية الرابور المغربي، توفيق حازب الملقب بـ “ الدون البيغ”، علم “هس تيفي، أن أشخاصا مجهولين قاموا بحظرها من على “اليوتيوب”. وقال مصدر مقرّب من البيغ لـ هس تيفي إن الأغنية تعرضت للحظر 3 مرات من اليوتيوب كما أنها حُجبت من ترتيب الفيديوهات الأكثر مشاهدة “الطوندونس” لمدة 3 مرات أيضا، دون معرفة مصدر أو سبب ذلك. وأكد المصدر ذاته، أن فريق عمل البيغ أبلغ إدارة اليوتيوب بالخروقات التي طالت أغنية “دمار نفسي”، التي رأت النور ليلة الجمعة الماضية، حيث قاموا من جهتهم بإرجاعها لتواصل طريقها نحو حصد المزيد من المشاهدات. الحظر الذي تعرضت له أغنية البيغ التي اختار أن يؤديها باللغة الإنجليزية، جاء في وقت استطاعت فيه أن تشغل بال شريحة عريضة من متتبعي الشأن الفني بالمغرب، خصوصا بعدما تطرق فيها لـ “السكيزوفرينية المجتمعية” والاضطهاد الذي تتعرض له المرأة، بمشاهد اعتبرها البعض “صادمة”. تجدر الإشارة إلى أن الرابور الشهير، البيغ عاد أخيرا، للساحة الفنية بقوة، حيث أصدر أغنية “170 كيلو” وأتبعها أغنية “دمار نفسي”، ليثبت لمنتقديه استمراره في حصد النجاحات

مدينة "قوم لوط" الملعونة بالقرآن تظهر خربة في الأردن

وظهرت سدوم بعد أكثر من 3500 عام منذ أسبوعين وعلماء الآثار منشغلون بخبر العثور على ما يميلون الى أنه بقايا "سدوم" المعروفة اسلاميا بمدينة "قوم لوط" النبي الذي سكن فيها قبل أكثر من 3500 عام، والتي تجمع الكتب السماوية، وأهمها القرآن المفصل ما حدث لها بواقعية علمية، أن قصاصا الهيا جعلها وأهلها كأنها لم تكن، ولم ينج منه سوى النبي لوط وعائلته، باستنثناء زوجته، وفق ما روى القرآن فصوله بسلسلة آيات موزعة في 9 سور. وتنتهي رواية القرآن بآية رقمها 35 من "سورة العنكبوت" تشير الى أن الله أبقى من المدينة على درس وموعظة للأجيال، بقوله: "ولقد تركنا منها آية بيّنة لقوم يعقلون". لكن كثيرين لم يجدوا شيئا من "سدوم" طوال قرون، الى أن عثرت بعثة آثار أميركية، ثابرت على التنقيب 10 سنوات في منطقة "تل الحمام" بالأردن، على "الآية" التي طال غيابها، وهي خرائب "سدوم" التي بدأ يتضح أن الحياة "توقفت فيها فجأة" طبقا لما ذكره البروفيسور Steven Collins رئيس البعثة، وهو من "جامعة ترينتي ساوث ويسترن" بولاية نيو مكسيكو

العمل الجمعوي بالمغرب وسرطان الفساد

العمل الجمعوي بالمغرب وسرطان الفساد إذا كان للعمل الجمعوي في الدول الديمقراطية دورا رياديا ووظيفة أساسية في تأطير المواطنين وتمثيلهم وصوتا معبرا عن طموحاتهم ولاعبا باتقان لدور الوساطة بين المجتمع ودوائرالسلطة عن طريق المشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات وصنعها وبلورتها ومتابعة تنفيذها وممارسة نوع من الرقابة الأدبية على الهيئات المنتخبة والتنفيذية، هذا الدور وهذه المكانة ما كان ليكون لولا الضمانات الفعلية التي يحظى بها من استقلالية مالية وإدارية وحياد أمام أي تموقع سياسي أو استغلال انتخابوي ،بشكل أصبح معه علماء الاقتصاد والاجتماع يعتبرونه النسق الثالث داخل المجتمعات لما يقوم به من مهام تنموية اقتصادية وإنسانية حيث أصبح ينافس الأحزاب السياسية في مشاريعها ويشترك مع الدولة أو يتحمل جزءا من أعبائها في مشاريع شتى . و يعرف العمل الجمعوي في المغرب اليوم صحوة كبيرة، و من دون أن ندخل في لعبة الأرقام عن الحجم الكمي للجمعيات بالمغرب والفورة التي عرفها هذا الإطار التنظيمي، بحيث تقدره الكثير من المصادر ما بين 40 و60 ألف جمعية. إلا أن المتأمل في واقع العمل الجمعوي ببلادنا اليوم يدرك جيدا أنه يوجد